السعودية وإسرائيل واللعب على المكشوف وتداعيات التطبيع

السعودية وإسرائيل واللعب على المكشوف وتداعيات التطبيع

  • السعودية وإسرائيل واللعب على المكشوف وتداعيات التطبيع

اخرى قبل 7 شهر

السعودية وإسرائيل واللعب على المكشوف وتداعيات التطبيع 

المحامي علي ابوحبله 

تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم تعد محل التباس أو تأويل مع شبكة FOX NEWS الأمريكية ،  قال ولي العهد السعودي إنه في حال نجحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعقد اتفاق بين المملكة وإسرائيل فسيكون أضخم اتفاق منذ انتهاء الحرب الباردة.

ونفى الأمير محمد بن سلمان في مقابلته مع شبكة FOX NEWS  تعليق المفاوضات بشأن العلاقة مع إسرائيل.

وردا على سؤال متعلق بالتعامل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال بن سلمان أن "سياسية المملكة هي أن لا تتدخل بمن يرأس الدولة.. أي دولة".،وأضاف "إذا نجحت إدارة بايدن في إبرام صفقة تاريخية، عندها ستبدأ علاقتنا بإسرائيل وستستمر بغض النظر عمن يرأس إسرائيل".

وزير إسرائيلي معقّباً على مقابلة بن سلمان: المطالب السعودية من أجل الفلسطينيين ضريبة شفوية وليست عائقاً أمام التطبيع، هذه التصريحات لولي العهد السعودي تدلل أن السعودية وإسرائيل قطعت شوط من المحادثات لأجل الوصول لاتفاقات التطبيع وتفتح الباب واسعا أمام انضمام السعودية لاتفاقيات ما أطلق على تسميته " اتفاقات أبراهام " وهي اتفاقات تضرب العمق في نظرية  الأمن القومي العربي وترهن ثروات الأمة العربية بيد أعدائها وتعيد اليهود للجزيرة العربية وهذه الاتفاقات في مضمونها وتعريفها تتعارض بالمطلق مع العقيدة الاسلاميه وتعاليمها 

هناك تحول سياسي يمكن أن نطلق عليه عصر الردة العربية بانضمام السعودية لاتفاقات أبراهام  وعقد اتفاقات للدفاع المشترك مع أمريكا وربما إسرائيل التي ستصبح جزء لا يتجزأ من المنظومة الامنيه الشرق أوسطيه    

تصريحات رئيس وزراء حكومة  الاحتلال اليمينية المتطرفة  ، بنيامين نتنياهو، إن هناك فرصة نادرة في غضون عدة أشهر، للتوصل إلى اتفاق، لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية.

وأضاف في تصريح لشبكة (فوكس نيوز)، أنه "وفي حال لم نتمكن من تحقيق ذلك في الأشهر القريبة، فإنه من المتوقع أن يتم إرجاء هذه المساعي إلى عدة سنوات لاحقة".

ونوه نتنياهو إلى أن "تحقيق السلام مع السعودية، والشروع في إنهاء النزاع العربي الإسرائيلي، سيؤدي إلى نهاية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني"، وفق تعبيره.؟؟؟؟؟ 

وفي خطابه أمام الجمعية ألعامه للأمم المتحدة  صب جام غضبه ضد إيران وهي سيمفونية متجددة لحرف الانظار عن جرائم اسرائيل بحق الفلسطينيين وضمن محاولات لحرف الأنظار عن أولوية الصراع مع الفلسطينيين قوله - لقد كنت أحذر منذ سنوات من التهديد الذي تشكله طهران

نتنياهو يزور الحقائق ويقول - حاولت التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، لكن يجب ألا نعطيهم حق - النقض على خيارات السلام مع الدول الأخرى،  إنهم لا يشكلون سوى 2% من العالم العربي ، وهو يرى أن - السلام مع الدول العربية الأخرى سيزيد من إمكانية التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين  وفق الرؤيا والمفهوم الإسرائيلي 

ويتبجح بالقول حققنا إنجازا هائلا بتوقيعنا على 4 اتفاقات سلام مع 4 دول عربية وأن - اتفاقيات التطبيع خلقت تقاربا بين العرب واليهود ويؤكد و نحن على أعتاب اتفاق تطبيع تاريخي بيننا وبين السعودية وسيشجع الدول العربية الأخرى وسيروج لاتفاق مع الفلسطينيين، مثل هذا الاتفاق من شأنه أن ينهي الصراع الإسرائيلي-العربي، مثل هذا الاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى المصالحة بين المسلمين واليهود

هذا التحول السياسي الخطير بهذا الجنوح السعودي للتطبيع مع إسرائيل  يضرب في الصميم مفهوم الأمن القومي العربي ويضرب في الصميم العقيدة الإسلامية وتعاليمها ويفقد السعودية لهيبتها ومكانتها في العالم الإسلامي والعربي ويمس بسياسة الثوابت السعودية تجاه القضية الفلسطينية والقدس والمقدسات الإسلامية فيها  

 اشترطت السعودية مقابل أي تطبيع مع إسرائيل إنهاء احتلال الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وقيام دولة فلسطينية سيادية ومستقلة، في مبادرتها التي  أصبحت مبادرة عربية في قمة بيروت عام 2002. لكن السعودية 2023  مختلفة، وهي اليوم تتحدث باللغة “السعودية”، لا العربية، وتحت قيادة ولي العهد محمد بن سلمان منشغلة في مصالحه ومصالحها، فيما تحتل مصالح العرب والفلسطينيين أولوية متدنية في حساباتها.

ومن قراءة ردود الفعل الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية، وفهم ما وراء الكلمات والتصريحات ، يبدو أن المداولات السرية تتجه نحو صفقة ثلاثية، في صلبها التطبيع على مبدأ تنازل السعودية عن القضية الفلسطينية مقابل تنازل إسرائيل عن معارضتها لفرن ذرّي مدني سعودي. ومع ذلك تتنبه جهات إسرائيلية معارضة لخطورة ذلك، من ناحية القبول بفرن نووي سعودي يدفع دولاً أخرى في المنطقة لمثل هذا المنشأة النووية، ومن ناحية إبقاء القضية الفلسطينية دون حل، ما يعني التورّط بواقع ثنائي القومية، في ظل وجود ملايين الفلسطينيين بين البحر والنهر هم باقون هنا، رغم كل اتفاقات التطبيع.

بن سلمان: “علينا التخفيف عن الفلسطينيين، وعندها ستصبح إسرائيل لاعباً مركزياً في المنطقة، ونحن مستعدون للعمل والتعاون مع نتنياهو، ومع كل رئيس حكومة إسرائيلي”. تستوقفنا كلمة تسهيلات وتحمل مدلولات ومضامين خطيرة وخطيرة جدا وتعيدنا إلى  مضامين وعناوين السلام مقابل الاقتصاد 

تصريحات ولي العهد السعودي غير مسبوقة بشأن التطبيع مع إسرائيل و بات في العلن  ومن غير المستبعد أن تتحول تصريحات بن سلمان لواقع على الأرض، وفي فترة حكومة الاحتلال الحالية، وهناك جهات إسرائيلية، كوزير الخارجية إيلي كوهن، تتحدث عن اتفاق مع الرياض، قبيل ربيع 2024. ويستند هذا الاحتمال لـ “تنازل” إسرائيل عن معارضتها لبناء فرن نووي مدني سعودي، مقابل تنازل السعودية عن التزامها بقضية الفلسطينيين الوطنية عملياً وعن شرط الدولة الفلسطينية السيادية وعن مبادرتها من 2002. وهذا ما تفيد به صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، التي قالت ،  الخميس الماضي ، إن هناك جاهزية لدى نتنياهو للموافقة على فرن نووي سعودي، وإنه أمر المؤسسة الأمنية بالاستعداد لذلك، مقابل الفوز بالسلام مع حامية الحرمين، زعيمة العالم الإسلامي، وهو اتفاق تاريخي، كما وصفه نتنياهو نفسه في تصريحاته الأخيرة في نيويورك. وهذا يعني أن نتنياهو سيراهن على قدرته بإقناع شركائه المتشددين بكونها صفقة مربحة، لأنها تعني تطبيعاً مع العرب والمسلمين على مبدأ سلام مقابل سلام، وأن “التنازلات” للفلسطينيين محتملة وليست جوهرية، ولا تغير واقع الحال، وأن هذا إنجاز تاريخي سيودع في رصيد الحكومة ووزرائها ويمنحها فرصة للتغّلب على المعارضة الداخلية الواسعة نتيجة “الإصلاحات القضائية”.

من جهته، أكد وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهن، في حديث لإذاعة الجيش العبرية أن تصريحات بن سلمان تاريخية، وأن إسرائيل موجودة في أقرب نقطة ممكنة من التطبيع مع السعودية، لافتاً إلى أن ذلك ثمرة اعتبارات ومصالح أمريكية وسعودية وإسرائيلية.

 وتابع: “سعدنا لسماع بن سلمان يتحدث بلغة واقعية، ومصلحة إسرائيل كبيرة لأن السعودية ستفتح الباب أمام دول عربية وإسلامية لتدخل التطبيع. لن نسمح لأي دولة في المنطقة باقنتاء سلاح نووي، وهناك إمكانية للتوصل لتفاهمات تجسر الهوة بيننا وبين السعودية، بين السلام وبين الأمن من خلال قيود ورقابة وغيره. بالنسبة للفلسطينيين والموقف المتشدد لدى أحزاب في الائتلاف الحاكم علينا أن نرى مصالح إسرائيل العليا. هذا ليس حاجزاً أمام السلام مع السعودية.هناك مداولات داخلية وعلينا التريث والانتظار، وفي الربع الأول من العام القادم ستكتمل الصورة، ونستكمل اتفاقات أبراهام”. وحمل كوهن على السلطة الفلسطينية، وكرّر التهمة الإسرائيلية لها بأنها تدعم “الإرهاب” وترعى “التحريض”. حسب زعمه 

في كل الأحوال، نتنياهو سيبذل الكثير من المساعي للتوصل لمثل هذا التطبيع مع السعودية، بما في ذلك إقناع شركائه في الائتلاف المتطرف، وربما يتجه بدون موافقتهم لذلك، مع الوعي المسبق أن حكومته ستسقط ليذهب لانتخابات عامة جديدة حاملاً الاتفاق المقترح للتطبيع مع السعودية، خاصة أن مثل هذا الاتفاق يدخله التاريخ، وهو مولع ومسكون بهاجس تخليده في السجلات الإسرائيلية، مثلما سيمنحه فرصة للتفوّق على المعارضة الداخلية التي ضربت شعبيته.

واعتبر السفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هرتسوغ، الذي شارك في لقاء نتنياهو بايدن، أن التطبيع مع السعودية أهم من التطبيع مع الإمارات والبحرين، كونه عامل استقرار لكل المنطقة، وأنه يحتاج للمزيد من المساعي، لافتاً لوجود رغبة حقيقية لدى الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.

انخراط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان  باتفاقات التطبيع وفق مفهوم الشرق الأوسط الجديد سيضعف مكانة السعودية عربيا ودوليا ويخسر السعودية مكانتها العربية والاسلاميه خاصة وأن المنطقة كلها على صفيح ساخن وأن التغيرات في موازين  القوى الدولية والإقليمية لن يكون في صالح المحور السعودي الأمريكي الإسرائيلي في المستقبل المنظور 

وأن مفهوم الشرق الأوسط الجديد وترسيخ مكانة إسرائيل وتشريع وجودها على حساب الأرض الفلسطينية والحقوق الوطنية والتاريخية  للشعب الفلسطيني سيؤجج من عملية الصراع وأي محاولة لاستغلال الفلسطينيين كعباءة للتطبيع لن تكسب عملية التطبيع أي شرعيه شعبيه فلسطينيه في ظل احتدام الصراع بين الفلسطينيين والكيان الإسرائيلي وهو صراع قائم إلى أن تحرر فلسطين والقدس 

إن إعادة تشكيل المنطقة وفق خطة بإيدن والتطبيع بين السعودية وإسرائيل تصطدم بمعوقات كبيره ، وأهمها أن  التطبيع مع إسرائيل تفتقد لشرعية الشعب السعودي والشعب العربي والإسلامي ولا يستبعد أن يواجه محمد بن سلمان ضغوط داخليه لوقف التطبيع  لما لهذه الخطوة من تداعيات خطيرة تمس بمكانة وهيبة السعودية وتفقدها قيادتها للعالم الإسلامي ولا بد من إعادة الحسابات والعودة للتاريخ وكيف أن الشعوب إذا تحركت كفيلة بإسقاط كل الاتفاقيات التي هي في غير صالح ألامه العربية والإسلامية  خاصة إذا كانت تمس بمعتقداتها وبحقوقها وفي أولويتها القضية الفلسطينية والقدس والأقصى و الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني 

التعليقات على خبر: السعودية وإسرائيل واللعب على المكشوف وتداعيات التطبيع

حمل التطبيق الأن